قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد ليتكلم بالكلمة مايتبين مافيها يهوي بها فى النار مابين المشرق والمغرب " (مسلم) فما اعظم خطر اللسان , لذلك رأيت أن انقل لكم بعض من الأخطاء اللفظية التى يقع فيها الكثير من الناس , حتى نجتنبها , سائلة الله عزو جل أن يطهر ألسنتنا من كل سوء ومن كل ما يخالف عقيدتنا
(1) سب الدين : هو من البلايا الجسام التى أبتلى بها اهل الإسلام , إذ كيف يجرؤ مسلم موحد أن يسب دين الله ؟ فلينته أقوام عن ذلك قبل أن ينتقم الله لدينه
(2) مدد يانبى : انها كلمة من الشرك الأكبر لأن المدد هو طلب العطاء وهو دعاء والدعاء عبادة والعبادة لا تجوز ولا تكون إلا لله وحده , .فالكلمة هذه تناقض التوحيد , , بل والأعظم خطرا قول " مدد يا حسين ومدد يا بدوى وغيرها " عبارات توقع المسلم فى الشرك الأكبر والعياذ بالله ونسأل الله العافية
(3) سب الزمان : بعض من الناس إذا نزلت به مصيبة قال مثلا " تعس الزمان , زمن لا يرحم , جار عليه الزمن , زمن غدار , يوم أسود أو ساعة نحس " وغيرها مثل هذا المعنى وهذا من المداخل العظيمة للشيطان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ولا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " (متفق عليه)
(4) " لعبة القدر , عبث الأقدار , قدرأحمق الخطا " هذا كله من الألفاظ التى توجب الكفر إن قصد معناها فإن القدر بيد الله عزوجل , والله جل وعلا منزه فى أقداره عن اللعب والحمق .
(5) " ليه كده يارب , أنا عملت ايه فى دنيتى , مفيش غيرى " ونحو ذلك من السخط على القدر مما يدخل فى الإعتراض وسوء الأدب مع الله مما يستوجب غضب الله والعياذ بالله .
(6) الحلف بغير الله : القسم تعظيم للمقسم به ولذا ورد النهى الشديد عن ذلك حيث هو نوع من الشرك الأصغر ومثال ذلك الحلف بالنبى عليه الصلاة والسلام وبالنعمة والشرف والأمانة وغير ذلك .
(7) " والله , وحياتك " : هذا يتضمن تسوية بين الله وغيره فى القسم بل كأنه يعظم اليمين الثانى أكثر إذ العادة أن يبدأ بالأقل ثم الأعظم .
(8) " والله أعلم ورسوله " : إذا قيل هل سافر فلان؟ قيل الله أعلم ورسوله , وهذا لا يجوز لأنه لا يعلم الغيب إلاالله وحده .
(9) " سأعتمد على الله وعليك , ماشاء الله وشئت , أنا متوكل على الله وعليك , لولا الله وفلان " , وغير ذلك وهو من الشرك لأنه سوى بين الله عز وجل وغيره بالواو التى تفيد التسوية والصواب أن يستبدل بالواو " ثم " فيقول سأعتمد على الله ثم عليك .
(10) " لاحول الله " , وهى شائعة جدا , كثير من الناس يقع منه هذا الخطأ اللفظى غير المقصود إختصارا لقول " لاحول ولا قوة إلا بالله " فاللفظ الأول فى ذاته نفى الحول عن الله فلزم إحتنابه , فالأصح أن يقال " لاحول ولا قوة إلا بالله " .
(11) التسمى بأسماء منكرة وذلك مثل " عبدالرسول , عبدالنبى , عبدالنعيم " ونحوذلك ممايتضمن الشرك
(12) " الخطأ فى أسماء الله " : من الألفاظ الشائعة " ياستار . عبدالعاطى , عبدالعال , الله هو الجمال كله هو العظمة كلها , هو القوة العليا " وغير ذلك وصوابها على الترتيب على مايوافق الكتاب والسنة : ياستير , عبدالوهاب , عبدالمتعال , الجميل , العظيم , القوى
(13) " لا ترحم ولا تسيب رحمة ربنا تنزل " خطأ كبير لانه لايستطيع أحد أن يمنع رحمة الله من النـزول .
(14) " عباد الشمس " : يسمون نوعا من الزهور بذلك لأنه يدور مع الشمس وهو لا يجوز لأن الشجر والدواب تعبد الله وحده فيجب التحرى فى إختيار الأسماء كأن يقال تابع الشمس او نحو ذلك
(15) " ربنا وقف معايا " المعنى الصحيح أى أعاننى ولكن لايجوز أن يقال فى حق الله " وقف " لأن هذا ليس واردا فى صفاته عزوجل .
(16) " خناقة لرب السما " يقصدون أنها عظيمة صعدت الى الرب تعالى وهذه كلمة شيعة لاتليق فى حق الله ((وماقدروا الله حق قدره)) .
(17) " العصمة لله وحده " : هذا اللفظ لا يجوز لأن المعصوم لابد له من عاصم وأنما الله له الكمال والعصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم .
(18) " ربك رب قلوب " : كثيرا مايقولها الناس إذا دعوتهم الى إتباع الشرع وفعل الطاعات أو يقولون " المهم أن القلب أبيض " , " أنابحب ربنا " , أنا مابأذيش حد " , ونحو ذلك وهذا من خدع إبليس لأن معنى هذا أن يترك العبادة لأن العبرة بالقلب أو أن قائل هذا الكلام يعلم بمايرضى الله أكثر من الله الذى قال ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله)) , فأمر بالإتباع الذى هو علامة الحب , لأن المحب مطيع لمن أحب ولو كان أحد يكفيه إيمان القلب لكان الصحابة والمرسلون ومع ذلك كانوا يعملون الصالحات .
(19) " ساعة لقلبك وساعة لربك " : ساعة لقلبك يقصدون بها ساعة للمعصية والشهوة ونحو ذلك وإنما الحياة كلها لله ((قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين)) فهل يرضى هؤلاء أن يعاملهم الله فى الاّخرة كذلك فيقلبهم بين الجنة والنار ساعة هنا وساعة هنا؟!
(20) " العمل عبادة " : هذه الكلمة لاهى باّية ولا حديث يتعلل بها الناس حين تشغلهم أعمالهم الدنيوية عن الواجبات الشرعية وإنما يكون العمل عبادة إذا أريد به وجه الله ولم يشغل عن ذكره تعالى فإن شغلك الكسب عن الصلاة فهذا العمل عبادة ولكن , لشيطان , .
(21) " ربنا إفتكره " : تقال كثيرا فى الإخبار عن الوفاة وهذه الكلمة إن قصد معناها فهى كفر لأن الله تعالى يقول ((وما كان ربك نسيا)) وإن كان جاهلا وهو الغالب فيجب أن يطهر لسانه منها .
(22) " دفن فى مثواه الأخير " : هذه الكلمة تتضمن إنكار البعث إذ القبر ليس هو المثوى الأخير وان المثوى الأخير هو الجنة أو النار .
(23) " فلان شهيد " : لا يجوز أن يشهد لشخص بعينه ظنه شهيدا أخذا بظاهر حاله لأن الظاهر قد يكون بخلاف الباطن ولا يعلم القلوب إلا بارئها وإنما الأعمال بالنيات فما يدرى القائل لذلك أن الله قد قبل فلانا فى الشهداء فهى تزكية لا تجوز قال تعالى ((ولا تزكوا أنفسكم)) فهذا من التقول
على الله بلا علم ولكن من الممكن أن نقول " نحتسب فلان عند الله شهيدا "
(24) " شهيد الحرية " ومثلها شهيد الفن وشهيد الوطن وشهيد الواجب وغير ذلك وهذه مع دخولها فى التزكية المنهى عنها ففيهامأخذ اّخر إذ الشهيد هو من شهد الشرع بالشهادة وهؤلاء أدخلوا أنواعا لا أنزل الله بها من سلطان مع تتضمنه هذه االاطلاقات " شهيد الحب , شهيد الفن " من إستهزاء ولعب بالشهادة التى عظم الله قدرها
.
(25) " المرحوم فلان " : وهذه شهادة بالرحمة وهى أمر غيبى لايقطع به إلا لمن شهد الله له بذلك .
(26) " المغفور له " : هذه كسابقتها إن لم تكن أشد لأن هذه اللفظة أصرح وأوضح
27- " مرض لعين " لايجوز لعن المرض لأنه من قضاء الله ففى ذلك إعتراض ينافى الصبر ويضيع الأجر , والمرض رحمة من الله لانه مطهرة للذنوب فهو محمود غير مذموم
28- " الدين لله والوطن للجميع " الصحيح أن الدين لله والوطن لله قال تعالى(( إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده)) فالوطن لله فهو مالك الدنيا والآخرة لا يقاسمه فيهما أحد .
29- " لو نزل ربنا من السما مافعلت كذا " هذه الكلمة كفر بواح لانها تهاون بقدر الله ذى الجلال فمن قالها فليجدد دينه
30- " التحية " شاع بين المسلمين أنواع من التحية كقولهم " صباح الخير ومساك الله بالخير " وغير ذلك وهذه التحيات لايجوز أن تكون بدلاً من " السلام عليكم " فإن قيل بعده مثلا جاز(ذكره ابن عثيمين رحمه الله) فالسلام شعار المسلمين وسبيل التحاب بينهم , لايستنكف منه إلا الذى فى قلبه مرض من أدعياء التحضر وعباد المدنية الذين جعلوا تحية اهل الجنة رجعية , نعوذ بالله من الضلال .
31- " اللى يعوزه البيت يحرم على الجامع " كلمة إبليسية تتضمن الصد عن النفقة فى سبيل الله لأن البيت لا تنتهى حاجاته والوارد فى الشرع عكس ذلك حيث مدح الذين يقدمون حاجة غيرهم على أنفسهم قال تعالى ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)) وقد أنفق أبو بكر رضى الله عنه كل ماله فى سبيل الله .
32- " عملت ما على والباقى على ربنا " كلمة الباقى توحى أن العبد عليه جزء وعلى الله جزء وإنما الصحيح أن الكل على الله لأن كل مايفعله العبد انما هو بإعانة الله فلو قيل " عملت ما اقدر عليه والتوفيق من الله لكان أولى .
33- " أكثر من الهم على القلب " يضربون المثل للكثرة بالهم كأن الهم أكثر الأشياء فى الدنيا وكثيرا ما يقال " الدنيا تعب , الحياة هم , محدش مرتاح , كله بيقاسى , اهو عايشين " ونحو ذلك كأن الله ما أسعد أحدا , كيف وهو يقول عز وجل((ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى))فإن العافية أكثر من البلاء ونعم الله تحيط بالعباد , أليس هذا هو الجحود والنكران لنعم الله الذى قال ((وأما بنعمة ربك فحدث))
34- " كذبة بيضة " يطلقونها على الكذب الذى لا يتضمن أذى للغير ويقصدون أنه لا وزر فيه وهذا من تسمية الشيطان فإن هذا الكذب محرم فلم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يكذب حتى فى المزاح .
35- " اللهم إنى لا أسالك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه " شاعت هذه الكلمة على ألسنة الخطباء وهى خطأ لانه لا شىء فى أن يسأل العبد ربه أن يدفع البلاء فقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سوء القضاء فإن الدعاء يرد القضاء بإذن الله إذ كل من الدعاء والبلاء هما من قضاء الله ثم ان سؤال التخفيف فى القضاء دون إزلته هو تضييق لرحمة الله .
36- " اصطبحت بوجه مين النهاردة " يقولونها إذا رأوا فى يومهم شدة وبلاء وهذا من التشاؤم المنهى عنه
37- " ينساك الموت " يجامل الناس بعضهم بهذا الدعاء مع ان الموت من قضاء الله فكأنهم يرمون الله تعالى بجواز النسيان والغفلة وهو سبحانه وتعالى سميع بصير لا يفوته شىء ولا يغيب عنه شىء .
38- " امسك الخشب " يقولونها بدلا من إتخاذ المعوذات المشروعة لدفع الحسد , وهى تتضمن تعوذا بغير الله حيث يعتقدون أنها تدفع عنهم العين ولا يجوز أن يستعاذ إلا بالله .
39- " خمسة وخميسة " ما بهذا أمرنا , ولاندرى من أين جاءت هذه التعويذة الباطلة وهى غالبا من أقوال السحرة والمشعوذين وهى شرك لانها إستعاذة بغير الله , .فأين آية الكرسى وسورة الفلق والرقية الشرعية؟
40 " فلان يأكل رز مع الملائكة " يقصدون أنه نائم ومن أدراهم أن الملائكة يأكلون أصلا ؟ فضلا عن أكل الأرز بالذات , أليس هذا من القول بغير علم والإستهزاء بالملائكة الذين عظم الله قدرهم .
41- " البقية فى حياتك " لا يصح إطلاقا لأن معناها أن الميت قد نقص من عمره بقية يرجى أن تضاف إلى عمر الحى والصواب أن يقال " البقاء لله "
42- " ربنا عرفوه بالعقل " وهذا خطأ لأننا عرفنا الله بالله حيث فطر القلوب على توحيده وبالرسل صلوات الله عليهم ثم العقل خادم ومكمل للفطرة والرسل .
43- " الفتنة أشد من القتل " يقصدون بالفتنة الوشاية ونقل الكلام وهذا ليس أشد من القتل وانما فى الآية يراد بها الكفر .
44- " الشكرلله " كثير من الناس إذا صنع معروف فقيل له شكرا قال الشكر لله يعنى أن الشكر لله وحده والصواب أن الشكر للناس جائز قال تعال ى(( أن اشكر لى ولوالديك)) .
45- " الله , .الله " يكثر بعض الناس من تكرار لفظ الجلالة مفردا على سبيل الذكر وهذا خلاف هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لان لفظ الجلالة لم يرد إلا مقترنا بالثناء والوصف الجميل " الحمد لله , الله أكبر , سبحان الله " وهكذا أما ذكر لفظ الجلالة وحده دون ثناء فهو أمر مبتدع لم يرد فى الشرع ولم يفعله أحد من السلف .
46- " هو , هو " هذه أشد من التى قبلها حيث يجعلها بعضهم من أسماء الله وهذا باطل لأن هو ضمير غائب يصلح لاى أحد ولم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أحد من السلف انه اسم من أسماء الله وهذا لفظ يقولونه غالبا فيما يسمونه " الحضرة او الجلسة المحمدية " وبصورة جماعية ويهزون رؤوسهم وكل هذه بدع مذمومة لا يقرها الشرع الحنيف .
47- " لا حياء فى الدين " الصحيح أن الحياء من الدين فهو شعبة من شعب الإيمان ولعلهم يقصدون لاحياء فى طلب العلم وهذا هو الصحيح .
48- " الدنيا فونية " يقولها الناس على سبيل اللعب بالالفاظ ولعل الكثير لا يعلمون أنها تحوير لكلمة " الدنيا فانية " وهى كلمة جليلة لا يجب التلاعب بها .
49- " رسول الفن " ومثلها " رسول الحب " والفن رسالة والأدب رسالة وغيرذلك يقصدون تعظيم هذه الأعمال وهذا لايجوز اطلاقه لان لفظة " الرسالة " لايجوز أن تحقر بحيث تطلق على مثل هذه الأمور فإذا كان فلان رسول الفن فمن أرسله؟و بماذا أرسله؟لا شك أن هذا تجاوز للحد .
50- " سيداتى , سادتى " هذه الكلمة خطأ من وجهين :
أحدهما : أن التخاطب لاينبغى أن يكون بالتسييد فليس كل الناس يقال له سيد وإنما يمكن أن يقال " يااخوتى , الأخوة الكرام " ونحو ذلك .
الثانى : تقديم النساء على الرجال عادة غربية ذميمة إذ طريقة القرآن وطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولغة العرب : أن لفظ الذكور تعم الإناث فإذا قيل يامعشر المؤمنين دخل فيهم المؤمنات وأحيانا يذكر الإناث مع الذكور للتوكيد أو غير ذلك وفى هذه الحالة يقدم الرجال على النساء .
51- " لا قدر الله " فهى خطأ , لان الله قدر ولا يستطيع أحد أن يمنع قدر الله ولكن يجوز أن نقول " لا سمح الله "
هذا .. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
** يتبع ان شاء الله**
