بهجهـ العطــــاء

الْتَّلَذُّذ بِالْأَخْذ يَشْتَرِك فِيْه مُعْظَم الْبَشَر ،
لَكِن الْتَّلَذُّذ بِالْعَطَاء لَا يَعْرِفُه سِوَى الْعُظَمَاء وَأَصْحَاب الْأَخْلَاق
الْسَّامِيَّة الْسَّامِقَة .
أَحْيَانا تُصَعِّب الْتَّفْرِقَة بَيْن الْأَخْذوَالْعَطَاء ،
لِأَنَّهُمَا يُعْطِيَان مَدْلُوْلَا وَاحِدَا فِي عَالَم الْرُّوِح !
إن فَرْحَتِي بِمَا أَعْطَيْت لَم تَكُن أَقَل مِن فَرْحَة الَّذِيْن أَخَذُوْا ....

بهجهـ العطــــاء 199939alsh3er

إِن بَهْجَة الْعَطَاء تَفُوْق لَذَّة الْأَخْذ ،
فَالْأَوْلَى رَوْحَانِيَّة خَالِصَة ، تَتَمَلَّك وِجْدَانُك وَأَحَاسِيْسُك ،
وَالْثَّانِيَة مَادّيّة بَحْتَة مَحْدُوْدَة الْشُّعُوْر .
يَقُوْل جُوَرْج بِرْنَارْد شُو :
( الْمُتْعَة الْحَقِيقِيَّة فِي الْحَيَاة ، تَتَأَتَّى بِأَن تُصْهَر قُوَّتِك الْذَّاتِيَّة
فِي خِدْمَة الْآَخَرِيْن ، بَدَلَا مِن أَن تَتَحَوَّل إِلَى كَيْان أَنَانِي
يَجْأَر بِالشَّكْوَى مِن أَن الْعَالَم لَا يُكَرِّس نَفْسَه لْإِسعادُك ! ).

بهجهـ العطــــاء 199940alsh3er

فَالَمَرْء مِنَّا حِيْنَمَا يَكُوْن دَائِم الْعَطَاء ،
سَيَتَمَلَّكُه بَعْد فَتْرَة شُعُور بِأَنَّه يُسْتَمَد مِن رَب الْعِزَّة
أَحَد أَسْمَى وَأَرْوَع صِفَاتِه وَهِي صِفَات ( الْجُوْد وَالْعَطَاء وَالْكَرَم)
، وَمَا أَسْعَد الْخَالِق حِيْنَمَا يَتَمَثَّل أَحَد خَلْقِه صِفَاتِه الْجَمِيْلَة الْرَّائِعَة .
هَذِه الْيَد الْمِعْطَاءَة هِي وَحْدَهَا الْقَادِرَة عَلَى نَقْلِك
مِن عَالْمُك الْمَادِّي الْضِّيْق ،
إِلَى عَالِم الْرُّوْح الْرَّحْب الْوَاسِع ،

بهجهـ العطــــاء 199941alsh3er

فَالنَّفْس تُحِب أَن تَكْنِز وَتَجْمَع ، وَصَعْب عَلَيْهَا أَن تَجُوْد وَتُنْفَق ،
فَإِذَا مَا عَلِمَتْهَا الْعَطَاء وَالْجُوْد ،
كُنْت أَحَق الْنَّاس بِالِارْتِقَاء وَالْعُلُو وَالْرِّفْعَة فِي الْدُّنْيَا وَالْآَخِرَة .
صَعِب عَلَى عَقْل مَادِّي أَن يَفْهَم مُعَادَلَة الْعَطَاء السَّعِيْد ،
لِذَا لَا أَجِدُنِي مُبَالِغَة حِيْن أَجْزِم
أَن أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم...نَسِيْم الْحَيَاة وَمَلَائِكَة الْإِنْسَانِيَّة

بهجهـ العطــــاء 199942alsh3er

أَصْحَاب الْيَد الْعُلْيَا هُم ...
رُوَّاد كُل زَمَن ، وَرُمُوْز كُل عَصْر ،
يُجَوِّدُون بِالْمَال إِن تَطلب الْأَمْر ،
وَيُضْحُون بِالْنَّفْس بِنُفُوْس رَاضِيَة ،
وَيُقَدِّمُوْن رَاحَة غَيْرُهُم عَلَى رَاحَتِهِم وَهَنَائِهِم .
تَعْرِفُهُم بِسِيْمَاهُم ، قُلُوْب هَادِئَة .. و ابْتِسَامَة رَاضِيَة وَاثِقَة ..
وَنُفُوْس مُطْمَئِنَّة مُسْتَكِيْنَة .هُم أَسْعَد أَهْل الْأَرْض ، وَلَهُم فِي الْسَّمَاء ذِكْر حَسَن .. وَأَجْر عَظِيْم .

بهجهـ العطــــاء 199943alsh3er

يَقُوْل جُبْرَان خَلِيْل جُبْرَان :
لَا تَنْسَى وَأَنْت تُعْطِي أَن تُدِيْر ظَهْرَك عَن مَن تُعْطِيَه
كَي لَا تَرَى حَيَائِه عَارِيّا أَمَام عَيْنَيْك .

ممآ استوقفني ورآقَ لي.....

رائع جدا يا سارة

والنفس طماعة عودها القناعه

وكما ورد فى الحديق القدسى (( الاغنياء وكلائى والفقراء عيالى فاذا بخل وكلائى على عيالى اخذتهم ولا ابالى ))

وكما ورد فى الحديث النبوى الشريف (( اليد العليا خير من اليدى السفلى وابدأ بمن تعول ))

الانسان عندما يعطى يشعر بالسعاده حقيقية تكطفى نظره الفرحه على الوجه

كن ذلك النجم الذى يقضى عمره كله فى بث النور للجميع دون أن ينتظر من آحدا يرفع راسه ويقول شكرا

تكفى تلك الدعوه الصادقه

ياااااااااااااه تلك الدعوه خير عندى من الدنيا وما فيها

شكرا جزيلا لكى يا سارة

كالعاده موضوع جميل ومفيد بارك الله فيكى

بهجة العطاء ياله من عنوان جميل
كلنا يعلم ان للأخذ بهجة ولكن العطاء ، هل له بهجة ايضا
بلا شك بل ان بهجته اكثر من بهجة الأخذ لانك تعطى وفى نفس الوقت تأخذ
نأخذ الدعاء كما ذكرت وكذلك نأخذ المشاعر الممتنة ممن مددناهم بعطائنا لنسقى بها ظمأ قلوبنا ولترتوى أرواحنا بهذا الفيض
فالعطاء
ان تعطى دون ان تنظر الأخذ
أن تعطى دون أن تشعر أنك مرغم على ذلك
أن تمنح الآخرين ما لديك عن طيب نفس

هذه المفردة الجميلة وإن كانت كلمة واحدة إلا أن لها صور عديدة ومتفاوتة
وكما قيل إذا أردت أن تعرف قيمتك لدى الاخرين ... انظر ما مدى عطائك لهم؟

جزاك الله خيرا يا سارة
انتقاء هايل للمواضيع